تأثير الضغط العصبي على الشهية والوزن بشكل مختلف بين الأشخاص.






 

تفسير زيادة الشهية والوزن

عندما يواجه بعض الأشخاص حالات من التوتر والقلق، يزداد لديهم إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف أيضًا باسم "هرمون التوتر". يعمل هذا الهرمون على إرسال إشارات إلى الدماغ تحفز الشهية، خاصة تجاه الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون والملح، وهي ما يُعرف بـ "أطعمة الراحة". هذه الأطعمة تمنح شعورًا لحظيًا بالرضا والسعادة لأنها تزيد من إفراز هرمون السيروتونين في الدماغ. ومع ذلك، فإن هذا الشعور مؤقت، وغالبًا ما يعود الشعور بالقلق بعد فترة وجيزة، مما يدفع الشخص إلى الأكل مرة أخرى. مع تكرار هذه الدورة، قد يؤدي ذلك إلى زيادة في الوزن على المدى الطويل، حيث يصبح الأكل آلية للتأقلم مع المشاعر السلبية.

تفسير نقص الشهية وفقدان الوزن

في المقابل، تؤثر حالة التوتر على الجهاز العصبي بشكل مختلف لدى أشخاص آخرين. عندما يتعرضون لضغط عصبي، تزداد لديهم إفراز هرمونات أخرى مثل الأدرينالين والنورأدرينالين. هذه الهرمونات تجهز الجسم لحالة "القتال أو الهروب"، وهي استجابة فسيولوجية طبيعية للتهديد. في هذه الحالة، يتم تحويل طاقة الجسم بعيدًا عن وظائف الجهاز الهضمي إلى الأعضاء الحيوية الأخرى مثل العضلات والقلب. نتيجة لذلك، تقل حركة الأمعاء، ويشعر الشخص بالغثيان أو فقدان الشهية تمامًا. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى عدم الرغبة في تناول الطعام على الإطلاق، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بمرور الوقت إذا استمرت حالة التوتر.

دور الهرمونات والآليات البيولوجية

تكمن الفروقات في كيفية استجابة الجسم للضغط في التوازن الهرموني لكل شخص. تختلف حساسية مستقبلات الهرمونات في الدماغ من شخص لآخر، مما يؤدي إلى استجابة مختلفة للكورتيزول والأدرينالين. بعض الأشخاص لديهم مستقبلات أكثر حساسية للكورتيزول، مما يجعلهم أكثر عرضة لزيادة الشهية عند التوتر، بينما يمتلك آخرون استجابة أقوى للأدرينالين، مما يؤدي إلى فقدان الشهية.

الأسباب النفسية والعادات الشخصية



إلى جانب العوامل البيولوجية، تلعب العوامل النفسية دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة. بعض الأشخاص لديهم عادات قديمة مرتبطة بالأكل كآلية للتأقلم، ربما تعلموها منذ الطفولة، حيث يُقدَّم لهم الطعام كوسيلة للراحة عند الحزن. على الجانب الآخر، قد يرى آخرون أنفسهم مشغولين جدًا بمشكلة معينة لدرجة أنهم ينسون تناول الطعام، أو قد يفتقدون للدافع للاعتناء بأنفسهم في أوقات التوتر.

الخلاصة

ببساطة، يمكن تلخيص الفرق في أن استجابة الجسم للتوتر والقلق ليست واحدة. فالبعض يستجيب بزيادة في هرمون الكورتيزول مما يدفعهم إلى الأكل، والبعض الآخر يستجيب بزيادة في هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين مما يفقدهم الشهية. كما أن العوامل النفسية والعادات الشخصية تلعب دورًا محوريًا في تحديد كيفية تأثير التوتر على شهية كل فرد. فهم هذه الفروقات يساعد على اتخاذ خطوات صحية لإدارة التوتر والتحكم في الوزن.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم