تعتبر الكلى من أهم أعضاء الجسم في تنقية الدم وإزالة السموم والمياه الزائدة وشرب الماء يعد أحد العوامل الأساسية لدعم هذه الوظيفة الحيوية عندما يحصل الجسم على كمية كافية من السوائل يساعد ذلك الكلى على العمل بكفاءة ويمنع تكون الحصى أو التهابات المسالك البولية التي قد تؤثر سلبًا على صحة الكلى ويُوصى بشرب ما لا يقل عن لتر ونصف إلى لترين من الماء يوميًا للأشخاص الأصحاء وقد يحتاج بعض الأشخاص لشرب كميات أكثر حسب مستوى النشاط البدني ودرجة حرارة الجو
تناول الماء بشكل منتظم خلال اليوم أفضل من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة وينصح بالاعتماد على المياه الطبيعية وتجنب المشروبات الغازية أو السكرية التي قد تجهد الكلى أو تساهم في تراكم المواد الضارة داخل الجسم كما يجب الانتباه إلى لون البول إذ يعد من المؤشرات البسيطة على صحة الكلى فكلما كان لون البول فاتحًا وشفافًا دلّ ذلك على أن الجسم يحصل على كفايته من الماء أما إذا كان لونه داكنًا فقد يكون ذلك علامة على الجفاف أو وجود مشكلة كلوية تستدعي الفحص الطبي
النظام الغذائي المتوازن لصحة الكلى
تلعب التغذية الصحية دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الكلى وتجنب تدهورها إذ أن تناول كميات كبيرة من الملح والبروتين الحيواني والدهون المشبعة قد يزيد من عبء العمل على الكلى ويؤثر على قدرتها في ترشيح الفضلات من الجسم بشكل سليم ولهذا يُفضل تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والمعلبة التي تحتوي على نسب عالية من الصوديوم والمواد الحافظة
من جهة أخرى فإن تناول الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات يساهم في دعم وظائف الكلى ويحافظ على ضغط الدم في مستوياته الطبيعية وهو أمر بالغ الأهمية لأن ارتفاع ضغط الدم المزمن يعد أحد أبرز أسباب الفشل الكلوي كما يجب تناول كميات معتدلة من البروتين خاصة عند الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو مشاكل في الكلى بالفعل
مراقبة ضغط الدم ومستوى السكر في الدم
يُعد كل من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تلف الكلى مع مرور الوقت فعندما يكون ضغط الدم مرتفعًا باستمرار يزداد الضغط داخل الأوعية الدقيقة في الكلى مما يسبب تلفها وتراجع قدرتها على أداء وظائفها بشكل طبيعي لذلك يُوصى بمتابعة ضغط الدم بانتظام والحفاظ عليه ضمن المستويات الصحية من خلال نمط حياة سليم وتناول الأدوية عند الحاجة بإشراف الطبيب
أما بالنسبة لمستوى السكر في الدم فإن ارتفاعه غير المنضبط يسبب ما يُعرف باعتلال الكلية السكري وهو تلف تدريجي لأنسجة الكلى نتيجة تراكم السكر داخل الأوعية الدموية الدقيقة ولهذا فإن التحكم في مستوى الجلوكوز عبر النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة وتناول العلاج الموصوف أمر ضروري للحفاظ على صحة الكلى عند مرضى السكري كما يجب إجراء تحاليل دورية للكشف عن أي مؤشرات مبكرة لتلف الكلى مثل تحليل الزلال في البول أو فحص معدل الترشيح الكبيبي
ممارسة النشاط البدني وتجنب العادات السيئة
تلعب الرياضة دورًا أساسيًا في تعزيز صحة الجسم بشكل عام وصحة الكلى بشكل خاص فهي تساهم في تحسين الدورة الدموية وتنظيم ضغط الدم وتقليل نسبة الدهون والسكر في الدم وكلها عوامل تقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى وينصح بممارسة التمارين البسيطة مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة لمدة نصف ساعة يوميًا أو خمس مرات في الأسبوع على الأقل
كما يجب تجنب العادات الضارة مثل التدخين وتناول الكحول والمكملات العشوائية التي قد تحتوي على مواد تضر الكلى فالتدخين يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة أما الكحول فقد يتسبب في الجفاف واضطراب ضغط الدم مما يؤثر سلبًا على الكلى على المدى الطويل ويُفضّل كذلك تجنب الإفراط في استخدام المسكنات والمضادات الحيوية من دون وصفة طبية لأن بعضها قد يكون سامًا للكلى عند الاستخدام المتكرر أو الطويل
أهمية الفحوصات الدورية والوقاية المبكرة
إن الوقاية دائمًا خير من العلاج ولذلك من الضروري إجراء فحوصات دورية للكشف عن وظائف الكلى خاصة عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم أو من لديهم تاريخ عائلي لمشاكل الكلى وتشمل هذه الفحوصات تحليل الدم والبول وفحص معدل الترشيح الكلوي وهي تساعد على اكتشاف أي خلل في الكلى في مراحله المبكرة مما يسهل علاجه والحد من تطوره
كما ينبغي الاهتمام بالتوعية الصحية في المجتمع وتشجيع العادات السليمة في التغذية والشرب والنشاط الجسدي والتوقف عن التدخين مما يساهم في تقليل نسب الإصابة بأمراض الكلى التي أصبحت شائعة بشكل مقلق ومعظمها يمكن الوقاية منه إذا تم اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن ومراقبة العوامل المؤثرة في صحة الكلى بشكل منتظم